أرشيفات التصنيف: غير مصنف

أطفالنا بالمغرب… وأطفال المغرب بجنيف !!

tifl wazira اينما وليت وجهك فتمت طفل أمامك يمسح زجاج سيارتك، يستجدي عطفك لكي تشتري منه علبة “كلينيكس”، يشحذ منك دريهمات لكي يشتري بها ما يسد رمقه، يفترش الارض ويلتحف بالسماء في البرد القارس، يتسكع في الشوارع بدون وجهة محددة، يهتك عرضه مقابل وجبة غذاء او قطعة حلوى او دريهمات يسدد بها كلفة كيس “السليسون” في محاولة للهروب من المجتمع الذي اجهض احلامه البسيطة قبل ان يتنكر له ولطفولته … اطفال هنا يشتغلون في ورشات اصلاح السيارات تملأ رئتهم برائحة زيوت المحركات بدل ان تملأ بهواء صباحي نقي في طريقهم نحو المدرسة، وطفلات خادمات في البيوت هناك تمسح بهن الاراضي ان هن كسرن صحنا او عجزن عن القيام باعمال منزلية تفوق قدرتهن، او في حالات اخرى عديدة يتعرضن للاغتصاب اليومي في ظل صمت مطبق او يخضعن لدروس قاسية من التعذيب حتى الموت… ناهيك عن ذلك القسم الاخر من المغرب حيث اغلب الاطفال في اقصى البلاد لا يعرفون طريقا الى قسم ولا مدرسة حيث لا شيء غير الفقر والجوع والحاجة، هؤلاء وغيرهم كثر لا يعرفون ان هناك وزيرة وصية على رأس قطاع الاسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية ذهبت الى جنيف تتحدث باسمهم، وترسم صورة وردية عن وضعهم وتطلع لجنة حقوق الطفل بمدينة جنيف على النجاح المبهر ل “التجربة المغربية” في محاربة استغلال الاطفال، وتتحدث بفخر عن الانجازات التي حققتها الوزارة في مجال النهوض بحقوق الطفل وحمايتها، على المستويين التشريعي والسوسيو- اقتصادي، وعلى مستوى النهوض بحق الطفل في الصحة والحياة السليمة، انها هناك تدافع بشراسة عن الحق في التربية لجميع الأطفال وتؤكد انها من أكبر الأوراش الوطنية المرتبطة بتحديات توسيع العرض والنهوض بالجودة، ودعم التمدرس وتوفير الدعم المدرسي والبيداغوجي، ومحاربة الهدر المدرسي، السيدة الوزيرة هناك تتحدث عن مغرب اخر جميل نجح في احتضان اطفاله وحماية حقوق نسائه اما هنا فواقع الحال يتحدث عن نفسه ويرصد استمرار زواج القاصرات في المدن والبوادي و ارتفاع نسبة الامية في صفوف الاطفال، حيت أفادت المندوبية السامية للتخطيط في اطار بحث اجرته مؤخرا أن 30 في المائة من الاطفال لا يتوفرون على أي مستوى دراسي، و 80 في المائة لا يتوفرون على أي شهادة و 30 في المائة من بين البالغين من العمر ما بين 10 و 14 سنة هم أميون. وحسب البحث، فإن تشغيل الأطفال غالبا ما يعزى لقساوة الأوضاع الاجتماعية ولعدم تكافؤ فرص الولوج إلى التعليم، وهما عاملان يمكن تفسيرهما أساسا بالتباين ما بين الفئات الاجتماعية التي ينتمي إليها الأفراد، حيث اوضح البحث انه وبالرغم من تطور نسبة التمدرس بالتعليم الابتدائي، تبقى الجهود المبذولة على المستوى الثانوي غير كافية، حيث يمثل تشغيل الأطفال أحد عواقب هذه الوضعية. كما ان تشغيل الاطفال وانتهاك حقوقهم في التمدرس واستغلال برائتهم في اعمال السخرة لازال قائم حيث أن 94 في المائة بالوسط القروي يشتغلون بقطاع “الفلاحة والغابة والصيد”. في حين يتركز تشغيل الأطفال بالوسط الحضري في قطاعي “الخدمات” ب65,5 في المئة و”الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية” ب 22,2 في المئة . بالاضافة الى أن أكثر من تسعة أطفال مشتغلين بالوسط القروي من بين عشرة هم مساعدون عائليون، أما بالوسط الحضري، فإن 42,1 في المئة يعملون كمتعلمين. هي ارقام تنذر بالخطر اكثر من التفاؤل الذي حملته السيدة الوزيرة الى جنيف، وتطرح تساؤلات عديد حول واقع الحال وحول نجاعة الاستراتيجيات التشريعية والاجتماعية التي تنهجها الوزارة، وتحاضر بها امام الامم.

ايها الشعب الخبزي العظيم !!!

 

RESTRICTED TO EDITORIAL USE - NO MARKETI

ايها الشعب الخبزي العظيم سلام الله عليك وعلي وعلى من اتبع الهدى … اما بعد،

قد يستغرب البعض سبب التسمية التي اطلقتها على مدونتي لكن الامر أبسط من الاستغراب بكثير …اخترت الإسم “الخبزي ” لأن كل ما يحدث في هذا العالم المليء بالاضطرابات السياسية والتفككات الدينية والطائفية والازمات الاقتصادية والفروقات الاجتماعية والحروب والدمار والقتل وقطع الرؤوس و الاعضاء التناسلية والتصفيات العرقية  والحكومات الاسلامية و الانقلابات العسكرية والتواطؤات الاقليمية والمؤامرات الدولية وتحالفات المصالح …جعل الغالبية العظمى من الناس تفكر في الخروج من هذا النفق المظلم المليء بالأشواك بشيء واحد فقط “الخبز والنجاة والتكاثر !!!”… كيف أكسب قوت يومي وقوت أطفالي وأتناسل، المهم هو ان اعيش في سلام انا وكل ما يدور في فلكي وبعدي فليأتي الطوفان ان أراد وعلى من أراد…أو ربما يحدث ذلك تأثرا  بالحديث النبوي مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ، يَا ابْنَ جُعْشُمٍ يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ ، وَمَا وَارَى عَوْرَتَكَ ، وَإِنْ كَانَ بَيْتًا َارِيكَ فَذَاكَ ، وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً تَرْكَبُهَا فَبَخٍ , فلقُ الْخُبْزِ وَمَاءُ الْجَرِّ ، وَمَا فَوْقَ الإِزَارِ فَحِسَابٌ عَلَيْكَ .

او في حديث اخر “من أصبح آمِنًا في سربِه معافًى في بدنِه عنده قوتُ يومِه فكأنَّما حِيزتْ له الدُّنيا

بحذافيرِها”.

وبما أننا شعوب خبزية “متدينة” يستعطفها كل ما هو ديني يتماشي مع أهوائها فقط ويدغدع مشاعرها فإنها تسير على خطاه سير الولد الطائع لأمر ذويه… نعم اليوم نحن نبحث عن الخبز ونستهلك ثم نستهلك ثم نستهلك ! بدون انتاج علمي او صناعي يذكر سوى انتاج اكوام اخرى من الكائنات البشرية تكرربإتقان نفس السيناريو المستهلك البئيس، وتستهلك ما تنتجه عقول اخرى في بلاد “الكفر والفساد والفجور”!! لماذا ؟ لأننا يجب ان نتكاثر وهذا هو الاهم لنتباهى بكثرتنا امام الامم يوم القيامة !!!  هكذا يردد الدعاة والشيوخ بسبحتهم المباركة ولحيتهم المخضبة بالحناء يوميا على اسماعنا، نحن سنكون مفخرة فعلا يوم القيامة امام اليابانيين اصحاب العقول التكنولوجية والاقتصاد العالمي المتطور والقوة التجارية الكبرى، نحن مفخرة اليوم فعلا بتكاثرنا امام امم تواطأت كل الاقدار والظروف الطبيعية ضدها لكنها استطاعت ان تخرج من براثين الحروب المدمرة (القصف النووي على هيروشيما وناكازاكي) وان تؤسس لنهضة اقتصادية وتكنولوجية ونظامية كبرى، نحن مفخرة بكثرة عددنا امام بلد الأرخبيل ،بلد الزلازل الذي واجه قسوة الواقع بالاستثمار في الثروة البشرية وتطوير عقولها التي صممت بدورها الرجل الالي والمباني المقاومة للزلازل … اتساءل هنا عن جدوى التباهي استنادا على الكم فقط !!!!

” تناكحوا تكاثروا فاني اباهي بكم الامم يوم القيامة” وفي حديث اخر “تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم”

الامة التي سيتباهي بها الرسول صلى الله عليه وسلام كثيرة فعلا يصل تعداها الى حوالي 1.57 مليار مسلم حول العالم وقريبا سيصبح رقم المسلمين الاكبر والاكثر تعداد على مستوى العالم شيء جميل.. لكن ماذا قدمت هذه الامة المتراكمة كما لا كيفا ؟ !!! تلك الامة التي وجدت في رقعة من العالم محظوظة تتوفر فيها جل الثروات الطبيعية والبشرية ماذا قدمت للعالم وكيف استنصرت لقضيتها وكيف استثمرت خيراتها  وما هو ثقلها الاستراتيجي والاقتصادي والجيوسياسي في العالم؟؟ الجواب محرج للغاية !!

سيقول اخر ان اول اية نزلت ابتدأت بكلمة اقرأ  ونحن امة اقرا ولا فخر !!!…  صحيح … لكن ذكرني بالواقع الذي تقول احصائياته  أن كل 20 مواطنًا عربيًا يقرؤون كتابًا واحدًا فقط في السنة، بينما يقرأ كل مواطن بريطاني 7 كتب أي 140 ضعف ما يقرأه المواطن العربي، أما المواطن الأمريكي فيقرأ 11 كتابًا في السنة أي 220 ضعف ما يقرأه المواطن العربي أما في مجال دعم البحث العلمي فالامر مخيب للغاية اذ تنفق إسرائيل ما مقداره 4.7% من انتاجها القومي على البحث العلمي، وهذا يمثل أعلى نسبة انفاق في العالم، بينما تنفق الدول العربية ما مقداره 0.2% من دخلها القومي.

الصين مثلا تعمل على  ترجمة وطباعة كل كتاب يصدر في أمريكا خلال ثلاثة أيام من صدوره، في حين أن أكبر الدول العربية لا يترجم فيها إلا 400 كتاب في السنة.

لقد قدرعدد المدونات العربية بحوالي 490 ألف مدونة، وهي نسبة لا تتعدى 0.7 في المائة من مجموع المدونات عالميًا.

أما دوافع استخدام الإنترنت لدى المواطن العربي، فيأتي دافع الترفيه أولًا بنسبة 46 في المائة, بينما دافع التماس المعلومات فيبلغ 26 في المائة.

امة اقرا اليوم لا تستطيع القراءة ولا تحسنها لكنها تستطيع النكاح وتتقن الحفاظ على مبدأ التكاثر لكي تتباهى بعددها الهائل العاجز حتى عن تكوين اتحاد قوي صلب لمواجهة الاخطار التي تتهدده، امة اقرا لن تتنازل عن حق الرجل في نكاح المثنى والثلات والرباع وماطاب له من النساء، وتحن ايما حنين الى زمن ملك اليمين وسوق النخاسة والمتاجرة في النساء ولكنها قد تتنازل عن العلم والعلماء، ومن السهل ان تغض الطرف عن مسالة دعم البحث العلمي، امة اقرا تقف وقفة رجل واحد من اجل الثأر لجرائم الشرف ولكنها تدير ظهرها لمن يقطع اجساد اخوانها ويمثل بجثثتهم في الجانب الاخر من البلاد !!! امة اقرا اصبحت خبزية جدا تستهلك اكثر بكثير مما تنتج… اسواقها مكتظة بسلع بلاد “الكفر” وقد تتمنى بالاظافة الى ذلك ان تكتظ اسواقها بنساء رجال بلاد الكفر لتبتاع منهن ماتشاء وتتخذهن ايماء… امة اقرا تلعن اسرائيل ولكنها لا تقاطع منتوجاتها ولا تغلق سفارتها ولا تمتنع عن تصدير النفط لها … فتحية خالصة مني لامة خبزية مستهلكة ومستهلكة تدعي التدين والورع وتعيش في دور الشيخ التقي المتشح بالبياض، وتعتقد جازمة ان ارتفاع عددها كما لا كيفا سيخرجها من غياهب الظلمات الى نور الخلافة الذي ستسيطر فيه على العالم في الدنيا وستفوز به بالحور العين اللوتي تتجدد بكارتهن بعد كل افتظاظ في الاخرة…

ايها الشعب الخبزي العظيم !!! ليس بالخبز وحده يعيش الانسان ولا بكثرة العدد يستطيع التأثير ويصنع الفخر وانما بدرجة وعيه وصلابه مواقفه وقيمة انتاجه الفكري والمعرفي ودرجة اجتهاده و ايمانه بان كرامة الانسان لا تتجزأ وبان المطالبة بحقوقه ليست فرض كفاية ان ناضل في سبيلها شخص سقطت عن الاخرين، وان شعبا لا يملك قوته والاقتصادية والانتاجية … لايملك حتما قراره حتى وان فاض كما وعددا… اوننا سنصبح شعبا عندما تصبح ازماتنا الطائفية  وازمات الكرامة والحقوق وازمات التخلف العلمي والفكري وازمات الوحدة والتفرقة … تعنينا اكثر من ازمة رغيف الخبز!!!